هشام مبارك يكتب: هوامش على دفتر الفرحة !

هشام مبارك
هشام مبارك

تعمدت أن أكتب هذه الهوامش قبل مباراة المغرب والبرتغال فى كأس العالم التى تستضيفها بكل فخر ملاعب الدوحة القطرية العربية, لأنه وبغض النظر عن نتيجتها فقد تحققت لنا الفرحة على كل حال ورأينا فريق عربي مشرف يصل لدور الثمانية فى كأس العالم.وسواء أكملت المغرب مسيرتها وفازت وصعدت,أو خسرت وغادرت فقد اسعدونا وأدخلوا فى نفوسنا فرحة كنا فى حاجة إليها, لذا لزم التنويه.


***

رغم تعاطفنا كمصريين مع البرازيل و حزننا الشديد على مغادرته للبطولة إلا أننى ربما أسبح ضد التيار وأقول أننى لم أحزن لهزيمة البرازيل,ذلك لأنها تعالت على الكرة التى ليس لها كبير,ولا تعترف إلا بالجهد والعرق حتى صافرة النهاية.رأيت لاعبى البرازيل يحتفلون بعد نهاية الشوط الثالث من مباراتهم مع كرواتيا فى دور الثمانية وكأنهم قد ضمنوا الصعود لدور الاربعة بعد ان انتهى هذا الشوط بتقدمهم بهدف نيمار المغرور.لقد تناسوا أن الهدف يأتى فى ثانية وقد تجد فى الامور امور وهو ما حدث بالفعل من سيناريو مثير انتهى بخروج البرازيل.ومع ذلك لا أنكر أننى قد تعاطفت كثيرا مع دموع نيمار وانهياره عقب الهزيمة.فى النهاية هذه مباراة فى كرة القدم ومن وجهة نظرى أن دموع الرجال اغلى من سفكها على الهزيمة والخروج من بطولة حتى لو كانت كأس العالم.

***

فى كل يوم يزداد اعجابي بالنجم السنغالى ساديو ماني الذي حرمته الاصابة من مشاركة فريقه فى بطولة كأس العالم.فعلى الرغم من وجود مانيه مع بعثة بلاده فى مونديال قطر إلا أنه لم يحاول أن يسرق الأضواء من نجوم الفريق ولم يظهر معهم ولو فى أى لقطة من باب الشو والاستعراض وهو يعلم أنه لو ظهر لسارعت الكاميرات والميكروفونات إليه.فعلا الكبير بتصرفاته وليس فقط بنجوميته حيث شاهدنا كثير من نجوم البطولة يحاولون سرقة الأضواء عن غير حق.لكن جمهور الكرة الحقيقى يستطيع دائما التمييز بين النجوم الحقيقية والآخرين المزيفين.

***

بعد أيام قليلة ينفض المولد ونودع الكرة الجميلة والإثارة والمتعة لنعود للعك والتعصب والتنمر الكروي الذي أصبح يميز مع الاسف ملاعبنا, ليتنا نتعلم ولو مرة واحدة فى حياتنا مما يحدث فى ملاعب كرة القدم الحقيقية مثلما شاهدنا فى المونديال رغم سخونة المباريات وحرارة اللقاءات إلا أن الروح الرياضية السائدة بين اللاعبين والاجهزة الفنية وانتقلت بالتبعية للجماهير تظل تذكرنا بأن ما نمارسه فى ملاعبنا ليس له اى علاقة بالرياضة ولا بكرة القدم التي يعرفها العالم.